قال أحد الحكماء "إن الطفولة ليست سباقاً لمعرفة مدى سرعة الطفل في القراءة والكتابة والعدّ، بل هي مساحةٌ صغيرةٌ من الوقت تسمح لكل طفل بالنموّ وفقاً لقدراته الخاصة"، ولابدّ للآباء من الاستفادة من هذه الحكمة عند تسجيل أولادهم في الحضانة ، فهي مرحلةٌ حساسةٌ تلعب دوراً مهماً في تكوين شخصية الطفل ومدى حبّه للتعلّم، فإما أن تحفّزه على الاكتشاف واللعب وتعزز مهاراته الإبداعية، أو أن تترك أثراً سلبياً في نفسيته نتيجة تقييد خياله وكبت مواهبه.
وفي هذا الشأن، قالت علياء الهرمودي ، رئيس قسم إدارة الأعمال بنادي سيدات الشارقة: "يعتمد مركز وحضانة بساتين منهجاً دراسياً مدعوماً ببيئة تعليمية ممتعة للأطفال، تهدف إلى تنمية حب الاستكشاف لديهم وتشجيعهم على التعلّم والإبداع، إذ يتمتع الصغار فطرياً بالقدرة على اتخاذ القرارات والاعتماد على الذات، ويميلون إلى التعاون مع الآخرين واستخدام خيالهم في حل المشكلات التي تواجههم، ودورنا هو توفير الظروف الملائمة لهم".
ويعدّ انتقال الأطفال إلى أجواء الحضانة خطوةً صعبةً بالنسبة للآباء والأطفال، وخاصةً الصغار، فمرحلة ما قبل المدرسة هي مرحلة حساسة وتعتبر نقلة نوعية في عمر الطفل ولابد من التعامل معها بعناية وحكمة.
ونجح مركز وحضانة بساتين في تخريج 447طفلاً، ويتضمن كل صف معلمتين رئيستين، إحداهما تتحدث العربية والأخرى الإنجليزية، إلى جانب مساعدة مدرسة ومربية أطفال بمعدل معلمة واحدة لكل ستة أطفال. وفي إطار حرص المركز على توفير فريق عمل يتمتع بمستوى عالٍ من الكفاءة، فإن جميع المدرسات في المركز حاصلات على شهادة تأهيل من المستوى الثالث على الأقل من مؤسسة "كاش" البريطانية الرائدة في مجال الرعاية والتعليم، أو ما يعادل هذه الشهادة من مؤسسات أخرى، كما أن كل أعضاء فريق الإدارة يحملن شهادات تأهيل من المستويين الرابع والخامس على الأقل من المؤسسة نفسها، إضافة إلى شهادات جامعية في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وتتراوح خبرتهنّ العملية في المركز من 10 إلى 23 عاماً.
وتسهم رعاية الطفل في هذه المرحلة في تعزيز النمو المنتظم لديه وإعداده لمرحلة الروضة ودعم تطوره الاجتماعي والعاطفي.
ويرى جان بياجيه، عالم النفس السويسري الشهير والمتخصص في المناهج الدراسية، أن منهج "هاي سكوب" (HighScope) المعتمد لدى "مركز وحضانة بساتين"، يركّز على مختلف مراحل تطور الطفل ويستند إلى "نظرية تنمية الطفل" والأبحاث التي وضعها بالتعاون مع الخبير التربوي جون ديوي، حول التطور المعرفي لدى الأطفال.
وأضافت الهرمودي: "تغيّر دور المعلمين مع مرور الوقت من إصدار الأوامر والتوجيهات إلى الإشراف والمراقبة، بما في ذلك طرح الأسئلة والاستماع إلى أفكار الأطفال. وهنا تبرز الحاجة إلى معلمين قادرين على تشجيع الأطفال على حبّ الاستكشاف وتنمية خيالهم، من خلال تنظيم أنشطة تعزز مهاراتهم الفكرية والاجتماعية والحركية واللغوية.
ويحرص نادي سيدات الشارقة على تقديم مرافق تواكب المواصفات العالمية و تلبي احتياجات الأعضاء، إذ نوفر من خلال مركز وحضانة بساتين خدمات مرنة لرعاية الأطفال تبدأ منذ الصباح الباكر وحتى المساء، تتناسب مع أوقات عمل الآباء.